كانت مصر منذ القرن التاسع عشر وحتي الآن هي قبلة الفنانين العرب وهوليوود الشرق والوطن الذي يفتح أبوابه لأصحاب المواهب للانطلاق من ارضها إلي عالم الشهرة والثراء وليصبحوا نجوما يحتفل بهم جمهورها والأمثلة عديدة لهؤلاء الفنانين الذين صاروا كبارا وظلوا يعيشون بيننا حتي رحيلهم وأكبر دليل علي كلامي هذا الذي يعرفه الجميع المسلسل الذي يحكي حاليا مسيرة حياة الفنانة أسمهان وشقيقها الموسيقار فريد الأطرش وكيف تحققت لهما في مصر حياة آمنة بعد هروبهما من جبل الدروز ونالا شهرة فنية عريضة علي أرض مصر وغير هذين الفنانين كثيرون في الغناء والتمثيل وكلنا نعرفهم ونستطيع أن نحصيهم ولكن هانحن نشاهد الآن علي القنوات الفضائية من يهاجم الدراما المصرية وتنطلق الألسن بالاتهامات التي تلقي علي مستواها وأنها لم تعد ترقي إلي مستوي الدراما السورية ناسين أن مصر كانت دائما هي أول من عرف السينما وصناعة الأفلام في الوطن العربي وأنها أتاحت الفرصة للفنانين السوريين للتمثيل فيها وأنها غنية بأبنائها أصحاب المواهب في الابداع بالكتابة والتمثيل والاخراج والانتاج وأن فنانيها يحصلون علي أعلي الأجور وحينما تمت الاستعانة ببعض الفنانين السوريين في مسلسلاتنا المصرية كان لأنهم أرخص أجرا ويمكن للمنتج أن يوفر من ميزانية العمل إذا ما استعان بهؤلاء الفنانين كما أن الدراما المصرية تتميز عن السورية بالتنوع في تقديم القضايا الاجتماعية والأعمال الكوميدية والدينية والتاريخية وأن اللهجة المصرية مفهومة لكل أبناء الدول العربية وأن المواطن المصري هو الوحيد القادر علي اضحاك أي شعب أما اللهجات العربية الأخري فهي غير مفهومة للمواطن المصري وموضوعات أعمالهم محلية ومنغلقة علي مجتمعاتهم.
إن الدراما المصرية كانت لها الريادة في شتي مجالات الفن وستظل دائما مصر هي صاحبة اليد العليا علي كل فنان عربي لأنها هي التي تحقق لهم الشهرة وترفعهم إلي مصاف النجوم ومازالت الدراما المصرية بخير بدليل عرض كل هذا الكم من المسلسلات علي جميع القنوات المصرية والفضائية العربية وتخصيص قنوات كاملة لها.. ولندعو الله اليوم ونحن نحتفل بليلة القدر أن يبعد عنا الحاقدين.