جاء خروج الزمالك المخزي من دوري أبطال إفريقيا ليؤكد على الفشل الذريع الذي أصاب النادي الأبيض منذ تولى ممدوح عباس رئاسته حيث يسير النادي من سيء إلى أسوأ حتى جاء اليوم الذي يودع فيه البطولة على يد فريق من زيمبابوي.
ولم يكتف الزمالك بتوديع البطولة فقط ولكنه أيضا احتل المركز الرابع والأخير في مجموعته، واذا عقدنا مقارنة بين الفرق الثمانية في المجموعتين سنجد أن الزمالك يحتل المركز الثامن والأخير حيث حصد خمس نقاط فقط مقابل ست نقاط حصل عليها الهلال رابع المجموعة الثانية.
ويعد الزمالك صاحب أضعف خط هجوم في الفرق الثمانية حيث سجل أربعة أهداف فقط في مبارياته الست، كما يعد صاحب أقل رصيد في فارق الأهداف (-4)، وخاض الزمالك ثلاث مباريات خارج أرضه خسرها جميعا، وثلاثة على أرضه تعادل في مرتين، وفاز مرة واحدة فقط "بالعافية" على ديناموز، فكيف لفريق حقق هذه الأرقام السلبية أن ينافس على البطولة.
ولا ننسى أن الزمالك كان من الممكن جدا أن يودع البطولة من دور الـ32 لولا التوفيق الذي سانده في ركلات الترجيح أمام افريكا سبور الايفواري.
وقد حاول الكثير معرفة أسباب الفشل لفريق الزمالك واتهم البعض اللاعبين بأنهم سبب الهزيمة، فيما أشار البعض إلى أن هولمان هو سبب هزائم الزمالك، ولكني أؤكد أن عباس هو السبب الرئيسي في انهيار الفريق الأبيض.
ودعونا نتفق على أمر منطقي للغاية، وهو أن الادارة هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية الأولى سواء في حالة الفشل أو النجاح في أي منظومة في العالم وليس في الأندية فقط، فاذا كان هناك مؤسسة ناجحة أو شركة أو مصنع فإن ادارتها تكون هي المسؤولة الأولى عن هذا النجاح وليس الموظفين أو العمال أو ما الى ذلك، واذا كانت فاشلة فإن الادارة أيضا هي التي يجب أن تسأل.
فالادارة هي التي تختار الموظفين والعمال وتنظم العمل والعلاقات داخل المنظومة بالكامل.
واذا عدنا إلى الزمالك واذا افترضنا أن هناك لاعبين في الزمالك لا يصلحوا للعب في الفريق فمن الذي أبقاهم داخل النادي.
واذا افترضنا أن الصفقات الجديدة لم تأت بثمارها مع الفريق فمن الذي اتى بهم؟ واذا افترضنا أن اللاعبين لا يمتلكون حماسة أو نخوة فما هو السبب في ذلك؟ أليس السبب في تعامل مجلس الادارة معهم؟
وأليس السبب في المدير الفني الذي يجب أن يزرع داخل لاعبيه الحماسة والطموح مثلما يفعل الجوهري أو حسن شحاتة أو مانويل جوزيه؟ واذا افترضنا أن المدير الفني فاشل ولا يستطيع قراءة المباريات أو التعامل مع اللاعبين من الناحية النفسية فمن هو الذي أتى بهذا المدرب؟
ولا ننسى أن الزمالك مر بأربع سنوات رائعة تحت قيادة الدكتور كمال درويش المتخصص في علم الادارة رغم كل ما قبل عن بعض المساوىء في عهده الا أنه حقق للزمالك 11 بطولة في هذه الفترة
خلاصة الكلام أن أي خلل داخل فريق الزمالك سواء في اللاعبين أو الجهاز الفني وسواء من الناحية الفنية أو النفسية يتحمله بالكامل مجلس الادارة لأنه هو من يختار الجهاز الفني واللاعبين، وهو من يتعامل معهم.
والسبب الرئيسي في خروج الزمالك أمام ديناموز يوم الأحد الماضي وهو كان يوما أسود لجماهير الزمالك كان هو ممدوح عباس "الأبيض" في عالم الادارة والذي هوى بالزمالك إلى اسفل سافلين.
وانظروا إلى الموقع الرسمي لنادي الزمالك وكيف يتحدث وكأنه أصبح الموقع الشخصي لممدوح عباس، بل وأن الموقع يحاول خداع الجماهير ويؤكد أن الحكم كان سبب الهزيمة من ديناموز ويشير إلى أن الزمالك كان الأقرب للفوز وأضاع العديد من الفرص السهلة وكأننا شاهدنا مباراة أخرى أو كأن الزمالك ارتدى قمصان زرقاء في اللقاء.
واكتفى عباس "بتغييب" جماهير الزمالك من خلال الموقع الرسمي أو من خلال علاقاته ببعض الإعلاميين الذين يساندون رئيس الزمالك ويدافعون عنه ويهاجمون منافسيه.
ولا ننسى أن الزمالك مر بأربع سنوات رائعة تحت قيادة الدكتور كمال درويش المتخصص في علم الادارة رغم كل ما قبل عن بعض المساوىء في عهده الا أنه حقق للزمالك 11 بطولة في هذه الفترة، كما أن الزمالك مر بفترة هدوء واستقرار رائعة عندما تولي مرسي عطا الله رئاسة النادي ولكنها كانت فترة قصيرة للغاية.
ولعلي أقتبس مقولة أستاذي العزيز حسن المستكاوي التي قال فيها "خطر أن يرتبط مصير مؤسسة بشخص، وأن يدير المؤسسة شخص، والاستاذ ممدوح عباس عاشق حقيقي للزمالك وأعرف ذلك عنه منذ سنوات طويلة ولكن ليس كل عاشق أو مالك للمال قادرا علي الإدارة".
ويجب على الجميع أن يشجع الزمالك ويسانده ككيان كبير وعظيم وله تاريخ مشرف، وليس متمثلا في أفراد، فالجماهير يجب ألا تساند عباس أكثر من مساندتها للزمالك، الذي لن ينصلح حاله إلا برحيل رئيسه.
نقطة أخيرة
أريد أن أؤكد لجماهير الزمالك أن انتقاد النادي ليس هدفه استفزاز المشجعين ولكنه محاولة للإسهام في تعديل مسار هذا الصرح العظيم، وأؤكد أيضا أن لا وجود لعلاقة سلبية أو إيجابية بممدوح عباس أو أي من منافسيه الذين يسعون إلى مقعد رئاسة الزمالك