لا أحد يختلف على حقيقة أن النادي الأهلي هو منظومة كبيرة من إداريين وأعضاء ولاعبين ومن الطبيعي بين الحين والآخر أن تقوم لجنة الكرة بتحديد اللاعبين الذين لم يثبتوا وجودهم داخل صفوف الفريق وعانوا من ضعف واضح في قدراتهم بما لا يتناسب وحجم نادي زي الأهلي فيقومون بعرضهم للبيع. كل ما سلف ذكره ليس فيه من الغرابة شيء ولكن الغرابة والاندهاش يكمنان في الأداء الذي يظهر به هؤلاء اللاعبون مع أنديتهم الجديدة وخاصة ضد النادي الأهلي، فاللياقة البدنية الغائبة تعود والمهارات الفردية والجماعية تظهر وإمكانيات التسديد بالرأس والقدم وكل أعضاء الجسم تنمو فجأة ليخرج اللاعبون بعد المباراة بتصريحات ضد النادي الأهلي وجهازه الذي أجهض موهبتهم ولم يعطها الفرصة من أجل الخروج إلى النور وهنا يبرز عدد كبير من الأسئلة؟
أين المشكلة؟ هل المشكلة تكمن فعلا في إدارة النادي الأهلي التي لم تعطِ لهؤلاء اللاعبين الفرصة الكاملة كتلك التي حصل عليها 'فلافيو' وأن الجهاز لا يعطي هذه الفرصة الكاملة سوى للاعبين الذين اختارهم 'جوزيه' بنفسه وليس الذين اختارهم جهاز الكرة وأكبر دليل على ذلك 'أحمد عادل' لاعب الأوليمبي السابق الذي لم يجتمع اثنان على مهارته أو إمكانياته بخلاف 'جوزيه' مع ذلك حصل على فرصة لمدة موسم كامل في حين لم يحصل عليها ناشئ النادي الأهلى 'أحمد جلال' الذي تألق بصورة لافتة في المباريات القليلة التي شارك فيها ولكنه مع ذلك انضم قصرا إلى قائمة المستبعدين والمعروضين للبيع واستقر به الحال في المصري حيث تألق بصورة أذهلت مسئولي النادي خاصة بعد نجاحه في التسجيل في مرمى 'أمير عبد الحميد'.
أم أن المشكلة في اللاعبين أنفسهم وهي نظرية يدعمها عدد غير قليل من خبراء الكرة بالإضافة إلى 'مانويل جوزيه' حيث يرى الأخير أن فانلة الأهلي تكون أحيانا ثقيلة على بعض اللاعبين فلا تظهر مهاراته؛ لأنها ليست قوية بما فيه الكفاية كي تتحمل ثقل هذه الفانلة ولكنه بمجرد أن يرحل إلى نادٍ آخر حيث تكون فانلته أخف تظهر موهبته وإذا ما أردنا توضيح عبارات 'جوزيه' سنجده يقصد أن هناك بعض اللاعبين الذين يقف مستواهم في المنطقة الرمادية أو مرحلة الوسط ولم يصل إلى القمة بعد وبالتالي لا تظهر موهبتهم وسط نجوم الأهلي ولكنه بمجرد أن يرحل إلى نادٍ آخر حيث مستوى الأداء منخفض من الأساس تصبح هذه الموهبة المتوسطة فجأة متميزة وهذا بالضبط ما حدث مع 'محمد فضل' لاعب الأهلي السابق والإسماعيلي الحالي فلا ينكر أحد أنه حصل على فرصته كاملة داخل صفوف الفريق ولكنه لم يقدم ما يكفي كي يستمر عضوا في فريق الكرة وهو الأمر ذاته الذي حدث مع 'أحمد شديد قناوي' الذي نجح في إثبات ذاته مع النادي المصري وأحرز هدفا في مرمى فريقه القديم.
وتبقى الحقيقة غائبة بين هذه المنطقة وتلك هل يضحي الأهلي بلاعبيه لصالح وجهة نظر فردية تتبع نظرية ديكتاتورية في الاختيار والبيع والشراء بصرف النظر عن رأي الكرة 'مانويل جوزيه' أم أن كثرة عدد النجوم بالفريق أصبحت وبالا على النادي الأحمر حيث بات من المحال لأصحاب المستويات المتوسطة أن يلمع نجمهم وسط غابة من النجوم الدوليين والمحليين
شاركونا بأرائكم ...