شهر كامل قضتها مصر بأرفع مستوياتها السياسية والأمنية في عمل متواصل من اجل اعادة الحياة للجسد الفلسطيني الذي اصبح جثة هامدة بسبب حالة الانقسام والخلاف الفلسطيني من جهة وبسبب الحصار الاسرائيلي ومحاولات التجويع والتهويد من جهة أخري.
شهر كامل كان الوزير عمر سليمان علي موعد مع اجندات مختلفة، جاء إليه زعماء اثني عشر فصيلا وهم منقسمون وكل منهم يحمل رؤية مختلفة عن الآخر.
كان الوزير سليمان علي قناعة مؤكدة ان كلمة مصر، ورؤية مصر تنطلق من مبدأ واحد هو لاصوت يعلو فوق صوت الشعب الفلسطيني، كان الوزير عمر سليمان يضع نصب عينيه توجهات الرئيس محمد حسني مبارك التي تقضي باعلاء المصلحة العليا للشعب الفلسطيني انطلاقا من دور مصر الذي يقف عند مسافة واحدة من كل أطياف هذا الشعب الشقيق وتأكيدا للدور الفدائي الذي حققه المصري علي طول الدوام للدفاع عن الاراضي المقدسة في فلسطين واستعادة المسجد الاقصي الشريف.
علي هذا المنهج بدأت سلسلة من اللقاءات في يوم ٥٢ أغسطس الماضي، استهدفت تلك اللقاءات بين الوزير عمر سليمان ومجموعة منتقاة من الخبراء المصريين وفريق عمله، تقريب وجهات النظر وتقليل فجوة الخلافات والانقسامات وتوضيح فكرة ان اجندة الوطن هي الاولي بالرعاية وأن أي اجندة أخري لن ترقي لأهمية المصلحة العليا للمواطن الفلسطيني وهي تحرير أرضه وتحرير إرادته.
والاخبار تضع القارئ اليوم أمام بعض التفاصيل والنتائج، للحوار الثنائي الذي ما يزال حتي يكتمل في انتظار وصول وفد حركة حماس المقرر له ان يحضر للقاهرة يوم ٨ أكتوبر القادم أي عقب اجازة عيد الفطر مباشرة.
سقف زمني
ولعل ما أكده لي مصدر مصري مطلع أن مصر وضعت سقفا زمنيا للحوار الشامل حتي ينتهي مابين نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر القادم لأن الوقت لم يعد يسمح لمزيد من الضياع أو الاهدار.
ولأن فتح من اقدم واكبر الفصائل فإن الاخبار تابعت مع الدكتور نبيل شعث رئيس وفد حركة فتح للحوار الشامل لانهاء الفرقة الفلسطينية التي وصفها بأنها سبب رئيسي في اضعاف قطاع غزة وحصاره المستمر.. ولعل شعث قد شعر بكل الرضا خلال لقائه بالوزير عمر سليمان لأنه اكد لنا ان الوزير سليمان ابلغه التوافق الكبير في الرؤي الايجابية التي عرضها كل فصيل فلسطيني سبقه إلي الحوار.. لكن الدكتور شعث الذي يمثل الرئيس محمود عباس الرئيس الاعلي لحركة فتح اكد انه لا مفر من الحوار والعودة إلي المصالحة لاكمال المسيرة الفلسطينية.. ولهذا فأننا نريد ان ينتهي الحوار الشامل بحد اقصي اوائل نوفمبر القادم.
وعلي حد اتفاق كل الزعماء الاثني عشر فصيل جاءوا للقاهرة فإن نجاح الحوار الشامل لن يتم إلا إذا كان اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني مرجعية اساسية لانهما يطالبان باصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وليس اتفاق الزعماء الاثني عشر فقط في المرجعية بل طالبوا جميعا بتحرك حماس ايجابي مشروط بلابد ان تفرج حركة حماس عن كافة المعتقلين لديها من حركة فتح وان تأتي حماس إلي الحوار بنفس الحماس الذي تملكه فتح وكل الفصائل الفلسطينية.
بلورة مشروع وطني موحد
كانت رؤي الفصائل الاثني عشر تعكس رغبات ايجابية نحو الاسراع بانهاء الأزمة علي اساس قيام مشروع وطني يضم كل الاطراف ويؤكد التزامهم بالسلطة الوطنية الفلسطينية وشرعية رئاسة الرئيس محمود عباس ابومازن وضمان سيادة الشرعية علي كل التراب الفلسطيني بما يضمن مساندة فاعلة جماعية للمفاوض الفلسطيني مع اسرائيل.
ولهذا فإن ما قاله مصدر للاخبار عن أن مصر تأمل من كافة التنظيمات الفلسطينية أن تكون علي مستوي القضية الفلسطينية والالتزام بالمصلحة الفلسطينية وهو ما تحقق حتي الآن.
ومما يؤكد الامكانية للوصول إلي حل شامل ودائم هو ما اجمعت عليه كل القيادات الفلسطينية التي حضرت للقاهرة وأعرض مثالا علي ذلك ما ذهب إليه الدكتور طلال ناجي نائب الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة ان هناك توافقا في الرؤي مع مصر وأن مصر اكدت لنا انها تعمل علي اخراج الفلسطينيين عن الوضع السيئ الحالي وقال طلال ناجي: أننا في القيادة العامة الجبهة الشعبية نعول بصورة مطلقة علي الدور المصري. وقال نحن متأكدون من موقف القيادة المصرية التي تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار.
إلا أن القاسم المشترك كان ما عكسه المشاركون في الحوار الفلسطيني منذ بدايته في ٥٢ أغسطس الماضي من الفصائل الاثني عشر تقديرهم الواسع لدور مصر واصرارها وعزمها الدائم علي إخلاء الساحة الفلسطينية في الضفة وغزة معا من كل انقسامات .
حماس أم الوطن؟!
لقد وضع ما أجمع عليه زعماء الفصائل الاثني عشر الفلسطينية حركة حماس أمام خيارين إما أن تأتي بنوايا صادقة وارادة سياسية كاملة للوفاق والوئام والاتفاق أو تصبح هي سببا مباشرا في استمرار حالة الانقسام. ونحن نعتقد ان من يأتي من حماس سواء كان محمود الزهار القيادي العاقل المتفتح أو رئيس الدائرة السياسية خالد مشعل أو من ينوب عنهما لابد ان يجيب علي سؤال واحد.. هل اجندة حماس تعلو فوق اجندة الوطن الفلسطيني أم أن الوطن يعلو فوق كل الرؤوس؟!
موضوع: بعد شهر من جهد مصري رفيع المستوي‮..‬‮ ‬‮ ‬الوئام والمصالحة في انتظار حماس‮!!‬ 29 / 9 
الإثنين سبتمبر 29, 2008 8:06 pm
