استبعد وليد المعلم وزير الخارجية السورية, وجود اختراقات أمنية في بلاده في ضوء التفجير الذي شهدته مدينة دمشق أمس الأول, وأسفر عن مقتل17 شخصا وجرح14 آخرين مشيرا الي أن التحقيقات جارية للتعرف علي الفاعلين, وقال ـ في تصريحات له أمس ـ لا نريد أن نستبق التحقيقات كما يفعل غيرنا, لكنه اعتبر أن إسرائيل هي من أكبر المستفيدين من هذا العمل الإجرامي.
ومن جهتها رأت صحيفة الثورة السورية أن المحاولات الإرهابية في هذه الفترة تتصف غالبا أنها قادمة من خارج الحدود تخطيطا وتنفيذا بمعني أن منفذيها أيضا عبروا حدودنا الينا, وذلك في إشارة الي اتهام جهات خارجية بالضلوع في انفجار أمس الأول, ونبهت الي أن حماية الحدود ضرورة لا تقبل الرد علي أي تساؤل حول أي تحرك تقوم به قواتنا الوطنية مسلحة أو غير مسلحة, داخل أراضينا لمنع تسرب أي ارهاب بأي شكل كان بدءا من التهريب وانتهاء بأعمال التفجير والتخريب المختلفة.
وتساءلت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم حول الجهات المدبرة للانفجار, وكتبت: هل نشهد اليوم آخر فصول السيناريو الخفي والمعقد الذي ابتدأ باغتيال الحريري في2005, لافتة الي أن سوريا واعية تماما لهذه الخارطة الجهنمية من الرهانات التي تنتمي الي أكثر من طرف بأصابع الاتهام
وقد نفت إسرائيل علي لسان اسحاق هيرتزوغ وزير الشئون الاجتماعية تورطها بشكل قاطع في تفجير دمشق ونقلت الاذاعة العامة قوله من المستبعد أن ترتكب إسرائيل مثل هذا العمل خصوصا في الوقت الذي نتفاوض فيه مع سوريا للتوصل الي اتفاق سلام.
ورأي الوزير الذي كان يتحدث علي هامش الاجتماع الأسبوعي للحكومة أنه قد يكون لإيران مصلحة في هذا الاعتداء لتخريب أي تقارب بين سوريا والغرب.
في تلك الأثناء, تواصلت أمس ردود الفعل المنددة بتفجير دمشق, فقد أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة, رفض بلاده وشجبها لمثل هذه الأعمال التي ليس لها ما يبررها ولا يقرها دين, وذلك في برقية تعزية بعث بها الي الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي القاهرة, وصف عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية, الانفجار بأنه عملية إجرامية روعت الآمنين ولكنها لن تحقق هدفها الإجرامي.
وأكد موسي ـ في تصريح له أمس ـ بعد عودته للقاهرة, وقوف الجامعة بجوار سوريا وادانتها لكل العمليات الارهابية الاجرامية, معربا عن تعازيه لأسر الضحايا الأبرياء وتضامنه الكامل مع سوريا حكومة وشعبا.
وفي صنعاء, أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, تضامن بلاده ووقوفها الي جانب سوريا في مكافحة الإرهاب, وأعرب في برقية عزاء للرئيس بشار الأسد عن ادانة بلاده الشديدة لهذا العمل الارهابي.
وفي لبنان أدان حزب الله التفجير مؤكدا تعاطفه الكامل مع الأشقاء في سوريا في وجه الاعتداء السافر الذي رأي في بيان له أمس ـ أنه لا يخدم سوي مشروع أعداء الأمة في اشاعة الفوضي وعدم الاستقرار في المنطقة.
كما استنكر الدكتور سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني الأسبق التفجير وقال نحن في لبنان أكثر من يدرك هول مثل هذه الفظائع وقد تعرضنا لكثير منها.
وفي طهران, أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية, إدانة بلاده الشديدة للانفجار والذي وصفه بالعمل الارهابي معبرا عن عمق تعاطفها مع أسر القتلي والجرحي.
كما عبرت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة, عن استنكارها للانفجار الآثم مشددة علي ضرورة حفظ أمن الساحات العربية.
كما أدانت تركيا التفجير وأكدت في بيان لوزارة الخارجية, ان مثل هذه الأعمال الارهابية لن تؤدي الي تحقيق أي هدف, مجددة عزمها علي مواصلة جهودها للمساهمة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.