أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مكتبة الاسكندرية أن التحديات التي نواجهها في إطار العولمة تزيد من أهمية وضرورة تعزيز قدرات الشباب ورفع الكفاءات لاقتحام مجالات العمل المختلفة.
جاء ذلك في كلمتها أمام قمة عمالة الشباب التي استضافتها مدينة باكو عاصمة جمهورية أذربيجان علي مدي أربعة أيام.
وأكدت قرينة الرئيس ضرورة وضع استراتيجيات خاصة وسياسات ورؤي علي المدي الطويل تهدف لمواجهة التحديات التي تعترض الشباب وتلبي احتياجاتهم من تدريب وتنمية مهارات وقدرات وتعليم مما يترتب عليه الحصول علي فرصة عمل والاسهام الفاعل في التنمية.
وقد تابعت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس امناء مكتبة الاسكندرية ما جاء في اعلان باكو الصادر في ختام اعمال القمة الذي حدد ملامح المرحلة القادمة في العمل العالمي المنظم الهادف نحو تعزيز فرص عمل الشباب وحل قضية البطالة التي يعاني منها الملايين في كل دول العام. وبصدور اعلان باكو عن هذه القمة الرابعة اذربيجان2008 تصبح الحملة التي دشنتها السيدة سوزان مبارك من مكتبة الاسكندرية قبل6 سنوات علي مقربة من الوفاء بأهدافها بحلول عام2012. وتنتقل حملة نعم وهي الشعار العام لقمم عمالة الشباب الي محطتها الخامسة في السويد عام2010 في مرحلتها قبل النهائية لتعود بعدها مرة اخري الي مكتبة الاسكندرية التي شهدت ميلادها, وذلك بعد عقد كامل من العمل الجاد في عام2012, معلنة نجاحها في توفير فرص عمل كريمة ومستديمة لـ500 مليون شاب علي مستوي العالم.
وأكدت مصادر القمة ان افتتاح السيدة سوزان مبارك وكلمتها التي القتها في الجلسة الافتتاحية اعطت دفعة جديدة وقوية لهذه الحملة, وجددت صيحة التحذير المتمثلة في أن تجاهل هذه المشكلة يمثل خطرا عاما وشاملا.
كما اكدت انه ساهم في تقييم ومتابعة عقد عمالة الشباب, الذي يقود انشطته الشباب انفسهم في55 دولة من خلال الشبكات القطرية بالتعاون مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات والهيئات غير الحكومية والقطاع الخاص.
وأوضحت مصادر قمة عمالة الشباب أن قمة اذربيجان جاءت لتكون قمة منتصف الطريق بين الاسكندرية2002 والاسكندرية2012, وانها عكست حرص السيدة سوزان مبارك من خلال مشاركتها ومتابعتها لأعمال القمة علي تشجيع اسهامات الشباب في عملية التنمية وتدعيم دورهم في مجتمعهم لانهم قادة المستقبل ومن حقهم إبداء رأيهم في تشكيله, وهو ما أكدته السيدة سوزان مبارك في كلمتها بقولها إن أهم ما يميز هذه الحملة ان من يقوم عليها ويديرها هم الشباب أنفسهم. وأكدت التقارير الصحفية أنه خلال متابعة أنشطة القمة علي مدي الايام الاربعة الماضية تم رصد تغيير كبير في الاتجاه العالمي نحو تشغيل الشباب عما كان عليه منذ سنوات قليلة, وهذا التغيير فرضته العولمة والتقدم التكنولوجي الهائل وسياسة السوق المفتوحة وآلياته التي تتطلب مهارات عالية, الامر الذي اقتضي بالضرورة مواجهة مختلفة لمشكلة البطالة تستند إلي ركائز ثلاث هي السياسة, المشاركة, والبرامج. واضافت السيدة سوزان مبارك إلي هذه الركائز الثلاث ركيزة رابعة وهي السلام اقتناعا منها بأهميته في إحداث التواصل والتفاعل بين الشباب من مختلف الثقافات
وخلق حوار إيجابي مثمر يتخذ من ثقافة السلام والتعاون المشترك وتبادل الخبرات أساسا له وهو ما عبرت عنه السيدة سوزان مبارك بقولها أمام القمة إن التحديات التي نواجهها في إطار العولمة تزيد من اهمية وضرورة تعزيز قدرات الشباب ورفع الكفاءات لإقتحام مجالات العمل المختلفة وإثبات الذات حيث لا يزال هناك قطاع عريض يعاني من الفقر والتهميش الاقتصادي والاجتماعي.
وساهمت قمم عمالة الشباب التي عقدت حتي الآن في الاسكندرية والمكسيك وكينيا في اكساب مفهوم وتعريف جديد لكلمة' التوظيف' حيث لم تعد الحكومة هي المسئولة الوحيدة عن تشغيل ابناء المجتمع بل يجب ان يسهم القطاع الخاص ـ باعتباره الشريك في تنمية المجتمع في ظل سياسات السوق المفتوح ـ بالنصيب الاكبر في ذلك.
كما انه علي الشباب ـ الذي يفتقر ما يقرب من بليون شاب منهم للفرص اللازمة لخوض سوق العمل ـ أن يتحمل المسئولية في ذلك من خلال العمل الحر خاصة ان الاحصائيات تشير إلي اننا مازلنا نعيش في عالم يصل فيه الايراد اليومي إلي اقل من دولار لبليون شاب يتسمون بالطاقة والحيوية والارادة والقدرة علي العمل وتواجههم تحديات كثيرة من الممكن ان تحولهم الي قنابل موقوتة في مجتمعاتهم مما يحتم مساندتهم ودعمهم لعبور هذه الفترة الهامة من اعمارهم بسلام.
وشرحت السيدة سوزان مبارك وجهة نظرها تجاه المشاركة في الحل قائلة إن هذا يمكن من خلال ايجاد وابتكار فرص عمل للشباب تتيح لهم المجال للاسهام في عملية التنمية بجميع محاورها, وان يكونوا في مركزها فضلا عن تضييق الفجوة في مجال العمالة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة والتنمية المستدامة والتمكين وتنمية مهارات وقدرات الشباب.
وأكدت علي ضرورة وضع إستراتيجيات خاصة وسياسات ورؤي علي المدي الطويل تهدف لمواجهة التحديات التي تعترض القطاع العريض من الشباب وتلبي احتياجاتهم من تدريب وتنمية مهارات وقدرات وتعليم مما يترتب عليه الحصول علي فرصة عمل والاسهام الفاعل في التنمية. وقد قامت السيدة سوزان مبارك خلال زيارتها لباكو بلقاء القيادات النسائية الاذرية عضوات لجنة الدولة المعنية بقضايا المرأة والاسرة والطفولة وعضوات مجلس حقوق الانسان بدار الحكومة, واللائي حرصن علي التعرف منها علي التجربة المصرية في مجال النهوض بالمرأة والطفل والاسرة خاصة ان البلدين يشتركان في القضايا والتحديات التي تواجه المرأة المصرية والاذرية. وأبدت القيادات النسائية الاذرية ـ خلال اللقاء ـ إعجابهن وتقديرهن البالغ بالتجربة الديمقراطية المصرية من خلال الممارسات الحزبية المتعددة والطفرة المجتمعية التي تشهدها مصر حاليا من خلال مشاركة القطاع الاهلي في برامج التنمية العديدة. ولبت السيدة سوزان مبارك دعوة القيادات الشابة المشاركة في قمة عمالة الشباب الرابعة بالالتقاء بها والتحاور معها بكل ما يتعلق بدورهم في المجتمع وفي نشر ثقافة السلام التي تساهم في تحقيق التنمية.
وقامت السيدة سوزان مبارك والسيدة مهربان علييف قرينة رئيس جمهورية اذربيجان بزيارة تفقدية لمؤسسة حيدر علييف التي تمارس انشطة انسانية علي غرار الانشطة التي تقوم بها جمعية الرعاية المتكاملة التي ترأسها السيدة سوزان مبارك. وشهدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث لبرلمان المرأة الاذرية الذي نظمته لجنة الدولة لقضايا المرأة والطفل والأسرة لمدة يوم واحد بقاعة الألعاب بالعاصمةالاذربيجانية باكو(الايونولاري), وذلك للوقوف علي مدي ما حققته التجربة الاذرية في مجال التمكين السياسي للمرأة تلبية لدعوة السيدة مهربان علييف عضو البرلمان.
وفي اليوم الاخير من زيارتها لاذربيجان قامت سيادتها بزيارة لمحافظة' ابشرون' بجمهورية أذربيجان التي تربطها ومحافظة القليوبية اتفاقية تآخ.. وزارت سيادتها في' أبشرون' مدرسة سوزان مبارك لتعليم اللغة العربية وأهدتها مجموعة من الكتب من اصدارات الحملة القومية للقراءة للجميع, وحديقة الصداقة المصرية ـ الاذربيجانية التي يتوسطها تمثال كبير للرئيس مبارك علي يمينه تمثال للكاتب المصري وعلي يساره تمثال لتحتمس الثالث.