بكت الفنانة القديرة سميحة أيوب عندما تلقت خبر حريق المسرح القومي لدي وصولها الغردقة لقضاء اجازة عيد الفطر..قالت: لقد بكيت فيه تاريخ وإبداع مصر الفني والاساتذة الذين عملوا فيه فقد كان أكثر من بيتي وهو "حتة مني" وعمري كله فيه حيث بدأت في سن 14 عاما وأحدث هذا الحريق شرخا كبيرا بداخلي.
ثم ما الذي يعنيه ان يقع كل أسبوع حادث بشع؟!.. اننا لا نكاد نلتقط أنفاسنا من حادث حتي يقع آخر وهذا المسرح تحفة فنية أقيمت عام ..1935 وقد توليت إدارته وكنا نحتفل فيها بمرور نصف قرن علي إنشائه وقد تمت أكبر عملية تجديد له حيث أحضرت أكبر أساتذة بكلية الفنون الجميلة لترميم ما أفسدته السنوات حيث ان كل قطعة مشغولة مثل الدانتيل وتحمس وزير الثقافة الراحل عبدالحميد رضوان لذلك وبدأ عملية الترميم الشامل التي استمرت ثلاث سنوات بدأت عام .1983
تتذكر سميحة انها أثناء إدارتها قامت بمجهود ذاتي للاحتفال باليوبيل الذهبي للمسرح ولم نجد خلالها الدعم من وزارة الثقافة وكانت ليلة عرس حقيقي كرمت فيها رموز الفن في مصر من أبناء هذا المسرح أحياء وأمواتا وقد صورت هذه الاحتفالية علي نفقتي علي شريط فيديو ومازلت احتفظ به عندي وكان من بينهم عمالقة مثل يوسف عوض ولطفي الخولي وسعدالدين وهبة وأنيس منصور كما أحضرت لها كوكبة من العاشقين للمسرح من الدول العربية الشقيقة سوريا ولبنان والأردن وحضرها رئيس الوزراء وقتها د.علي لطفي وكان رضوان قد خرج من الوزارة وتولاها د.هيكل ولكن استقبلت رضوان وقلت له بصوت مرتفع أمام الجميع: الفضل لك في ترميم هذا الصرح العملاق وفاء له.
ثم توجت الاحتفالات بتجديد هذا المسرح في احتفالية شرفها الرئيس مبارك بعد انتهاء عمليات التجديد.
نصحت سميحة أيوب المسئولين بالابقاء علي هذا المسرح رمزا وموقعا وتاريخا وعلي هيئته وترميم ما تهدم منه.